نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 244
الحجى منكم على
مثل ما قدمت
به رسلكم أقدم
إليكم وشيكًا إن شاء اللَّه، فلعمري
ما الإمام إلا
العامل بالكتاب والقائم
بالقسط والدائن بدين
الحقّ، والسلام »، فتوجه مسلم
بن عقيل إلى
الكوفة.
ومع
إقبال أهل الكوفة
الكبير على بيعة
مسلم بن عقيل
والالتفاف حوله إلا
أن ما يثير
التعجب هو سرعة
الانفضاض عنه، بمجيء
ابن زياد إلى
الكوفة وخلعه النعمان
بن بشير واعادة
تشكيل القوة الهجومية
الأموية، بلملمة التيار
الأموي وفرض الأحكام
العرفية، وتنشيط نظام
العرفاء، وارهاب شيوخ
القبائل ورؤسائها، وبالرغم
من تقديم تفسيرات[1] كثيرة
لهذه النتيجة إلا
أنها تبقى مثيرة
للتعجب.
وصل
مسلم بن عقيل
إلى الكوفة في اليوم الخامس من شوال[2]أي أنه
قطع المسافة من مكة المكرمة إلى
الكوفة في
[1] ربما
يتم التعرض إليها عند الحديث عن شهداء النهضة
الحسينية عن مسلم بن
عقيل..
[2] ذكر
المؤرخ الطبري 4/264 أن مسلما بن
عقيل بعدما استأجر دليلين من قيس أقبلا
به فضَلّا الطريق وجارا وأصابهم عطش شديد وقال الدليلان هذا الطريق حتى ينتهى إلى الماء وقد كادوا أن يموتوا عطشا
فكتب مسلم بن عقيل مع
قيس بن مسهر الصيداوي
إلى حسين وذلك بالمضيق من بطن الخبيت
أما بعد فإني أقبلت من المدينة معي
دليلان لي فجارا عن
الطريق وضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثا أن ماتا وأقبلنا
حتى انتهينا إلى الماء فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا وذلك الماء بمكان يدعى المضيق من بطن الخبيت
وقد تطيرت من وجهي هذا
فان رأيت أعفيتني منه وبعثت غيري والسلام فكتب إليه حسين أما بعد فقد خشيت ألا يكون حملك على الكتاب إليَّ في الاستعفاء من
الوجه الذي وجهتك له إلا الجبن
فامض لوجهك الذي وجهتك له والسلام عليك
فقال مسلم لمن قرأ الكتاب هذا ما لست أتخوفه
على نفسي فأقبل كما هو حتى مر
بماء لطيء نزل بهم ثم ارتحل منه
فإذا رجل يرمي الصيد فنظر إليه قد رمى ظبيا
حين أشرف له فصرعه فقال
مسلم يقتل عدونا إن شاء الله..
وقد ناقش غير واحد هذه الرواية وردوها من نواح متعددة:
منها أنها لا تنسجم مع
ما عرف من شجاعة مسلم
فكيف يتهمه الحسين بحسب الرواية بالجبن، ثم إن الحسين
لتوه قد أعرب في
رسالته لأهل الكوفة أن مسلما هو
ثقته! ولا يعقل أن يرسل لهذه
المهمة الحساسة من يكون جبانا..
فما عدا مما بدا؟ على أنها لا تتفق مع
الفترة المفترضة من خروج مسلم
من مكة ووصوله إلى الكوفة مع فرض أن
يكون الدليلان قد ماتا.. وأن
مسلما وقيسا قد ضلا الطريق،
فكيف تيسر لهما أن يرسلا للحسين
رسالة وينتظرا جوابها ويأتي الجواب بلزوم المواصلة؟ فمن الذي أوصل الرسالتين؟ وكم استغرق من الوقت لأجل
ذلك؟
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 244