نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 283
لذلك
فإن صاحب الكامل،
قال بعد هذا
فوراً: «فقام إليه
شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل
هذا منه وقد
نزل بأرضك وإلى
جنبك؟ واللَّه لئن
رحل من بلادك
ولم يضع يده
في يدك ليكوننّ
أولى بالقوّة والعزّة
ولتكوننّ أولى بالضعف
والعجز، فلا تعطه
هذه المنزلة فإنّها
من الوهن، ولكن
لينزل على حكمك
هو وأصحابه، فإن
عاقبت كنت وليّ
العقوبة، وإن عفوت
كان ذلك لك،
واللَّه لقد بلغني
أن الحسين وعمر
يتحدّثان عامّة اللّيل
بين العسكرين».
على
أن شخصية ابن
زياد تخالف ما هو المذكور، فلم
يكن أمر التهدئة
والسعي وراء الحلول
السياسية الناتجة عن المفاوضات في فكره
أبدا، ويدلك على
هذا سعة وكيفية
الاستعدادات لقتال الإمام
الحسين، إذ أنه
مع علمه بأنه
حين وصل الحسين
عليه السلام كربلاء لم يكن
يزيد عدد معسكره
يزيد -في أكثر
الاحصاءات مبالغة- على
ثلاثمائة شخص، ومع
ذلك دفع له ابن زياد بمائة
ضعف من المقاتلين
(30000)،
إن مثل هذا
لا يفكر أبدًا
في موضوع المصالحة
ويقول على الفور
قبلت. كذلك فإن
طباعه النفسية لم تكن تسمح له بذلك فإن منطق
(فإن قتل الحسين
فأوطئ الخيل صدره
وظهره) هو المتحكم
به والدافع له،
لذلك نعتقد أن ابن زياد لم يكن بحاجة كبيرة
لتحريض شمر بن ذي الجوشن إياه
على الحسم العسكري
أو الإذلال عند
التسليم، كما سبق
في حوارهما.
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 283