نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 31
بعض
الكتب التاريخية تناولت
مقتل الحسين بشكل
لو أغفلته بالكامل
لكان أفضل، مثل
تاريخ خليفة ابن
خياط الذي لم يتسع إلا لصفحتين!!
نعم صفحتان من الكتاب 234 و
235 فقط وإذا أردت
الدقة فهي 22 اثنان
وعشرون سطراً.[1]
نعتقد
أنه تم بدلاً
من ذلك اعتماد
ما سنصطلح عليه
روايات الخط الشامي
من المؤلفين، فكان
كتاب الطبقات الكبرى
لمحمد بن سعد
البغدادي[2]وتاريخ دمشق
لابن عساكر، وتاريخ
[1] الشيباني،
خليفة بن خياط: تاريخ
خليفة بن خياط 234.
[2] هو
محمد بن سعد بن
منيع البصري ولادةً (البغدادي) توفي سنة 230 هـ، ويعرف بكاتب الواقدي وصاحبه، فعنه أخذ وأكثر وعليه تتلمذ، ومع أن الاتجاه العام
في مدرسة الخلفاء يضعّف استاذه الواقدي (محمد بن عمر بن
واقد المدني) بكلمات قوية إلا أنه بنفس المقدار يوثق محمد بن سعد ويثني
عليه، ينمى في ولائه للعباسيين.
وأما
على المستوى الشيعي فهناك رأيان في شأنه؛ الأول
يعتمد على ما قاله في
شأنه ابن النديم؛ وهو ما يظهر من
الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى
والألقاب 1/306 حيث وصفه « بأنه
أحد الفضلاء الاجلاء، كان كثير العلم غزير الحديث والرواية كثير الكتب « والشيخ
عبد الله المامقاني بنحو أوضح في تنقيح المقال
3/120 حجرية، فإنه بعد أن نقل كلام
ابن النديم وهو أن ابن سعد«كان ثقة مستورا عالما بأخبار الصحابة» استنتج (أن توثيقه المطلق يكشف عن كونه إماميا
عدلا). والثاني من الأقوال: ما
ذهب إليه الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال9/285؛ فإنه استظهر كونه عاميا بل رأى أنه
ناصبي شديد، وعلق على مقالة الشيخ المامقاني بالقول:..ما ذكره غلط عظيم.. إلى أن
يقول وكيف يكون إماميا عدلا وهو عامي عنيد وناصبي شديد كما لا يخفى على
من راجع طبقاته فإنه بدّل أمر النبي بسد الأبواب إلا باب أمير المؤمنين عليه السلام بباب ابي بكر الذي كان من أخبار وضعته
البكرية كما اعترف به ابن ابي
الحديد. وقال في غزوة تبوك
مع كون استخلاف النبي لأمير المؤمنين فيها اجماعيا كما أقر به الطبري أن
النبي استخلف محمد بن مسلم، وقال:
هو أثبت عندنا من قال استخلف
غيره! أراد بذلك إخفاء قول النبي في المتواتر لأمير
المؤمنين أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبي بعدي!
ولم يقنع بما فعل فزاد في الجعل (أن
النبي استخلف أبا بكر الصديق يصلي بعسكره) فأي معنى للاستخلاف مع حضوره بنفسه
وعدم عروض مرض له؟ انتهى كلام التستري.
أقول:
إني أحتمل أنه شكل الخط الوسط الذي أخذ من الواقدي (التشيع العام
بمعنى مدح أسرة النبي، مع عدم التركيز
على ما يرتبط بولاية
وإمامة أمير المؤمنين) وتعامل مع العباسيين في
قضية خلق القرآن بل عمل لهم
في القضاء، وأخذ من الخط السني
العام قضية التفضيل والاعتقاد بعدالة الصحابة وتصحيح خلافة الخلفاء، وحاول أن يوازن في
المسائل الحرجة مثل قضايا بني أمية وما شاكلها، فهو لا يشدد النكير
على معاوية لئلا يستثير الخط الرسمي، وفي نفس الوقت لا ينزه مثل
يزيد، وكان يمارس التقية ليس فقط في خلق القرآن
كما قالوا عندما دعي للاقرار بما يعتقد المأمون العباسي فأجابهم لذلك، وإنما كان كما أظن يمارس التقية بالنسبة للأطراف كلها. مع أن التقية
من مرتكزات الشيعة، ولم يكن منهم!! فهو أقرب للحالة البراجماتية في هذا الجانب.
ويذكّر في هذا بما
قاله بعضهم عن البخاري صاحب
الصحيح من أنه حاول
أن يجمع من سنة النبي
ما لا يختلف فيه
أتباع مدرسة الخلفاء فكان محل اجماع لهذا السبب!
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 31