نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 357
وأما
نص الخطبة فقد
نقلها ابن اعثم
عن خزيمة الأسدي[1] قائلاً:
ونظرت إلى زينب
بنت علي رضي
الله عنه يومئذ
ولم أر خفرة
قط أفصح منها
كأنها تنطق عن لسان أمير المؤمنين
علي بن أبي
طالب رضي الله
عنه فأومأت إلى
الناس أن اسكتوا،
فارتدت الأنفاس، ثم قالت: الحمد لله
وصلواته على أبي
محمد رسول الله
وعلى آله الطاهرين
الأخيار، أما بعد
يا أهل الكوفة
يا أهل الختل
والخذل، أتبكون؟! فلا
رقت لكم دمعة،
إنما مثلكم كمثل[2] (الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
[1] الخطبة
من الشهرة والمعروفية لا تحتاج إلى
بحث كثير في شأن الناقل
هل هو خزيمة أو
حذيم أو غيره!
[2] في
اطلالة سريعة على بعض مفردات هذه الخطبة نقول: إن العقيلة زينب
قد استدعت المثل القرآني الذي يشير إلى أن الإنسان قد
يعمل بجد في أمر حتى
إذا وصل نتيجته وغايته نقضه وأفسده، والتي نقضت غزلها من بعد قوة
انكاثاً اي نكثت الغزل
هي امرأة حمقاء في الجاهلية كانت
تأمر بناتها وجواريها للعمل على نسج الصوف من الصباح الى
ما بعد الظهر ثم تقوم بسحب
الخيط الجامع وتسله فيرجع إلى ما كان عليه
وينتقض الغزل، فكل هذا التعب الذي اشتغلوا عليه كأنما لم يكن! وتعود
في اليوم الثاني على نفس الطريقة، وبعض المجتمعات هي هكذا فهي
تعمل بدأب في المقدمات لكنها
عندما تصل إلى النتيجة تتخاذل وتترك وتنقض غزلها.
ثم
أنها قرعتهم بأنه ليس فيهم الا الصلف النطف؛ ليس سوى المظاهر! هؤلاء يحبون ان يمدحوا بشيء
لم يفعلوه! هو يتزين خارجيا
ويحاول الحصول على الاحترام من خلال ذلك
بينما هو في داخله
لا مضمون فيه! ولا خير يرجى منه! لكنه يعشق المدح والثناء وإن كان كل ذلك بالكذب!
وهؤلاء الناس أشبه بالإماء والجواري في حرصها على
التملق لسيدها والتماوت لتحصيل رضاه والتخضع ليعطف عليها، تقول لهم انتم مع الحكم الاموي
حالكم هي هذه الحال
فأنتم تعملون المستحيل حتى يرضوا عنكم ومن الاولى ان يرضى الله
عنكم ان تتوسلوا وتتخضعوا
لله ولأوليائه الحقيقيين لا الى مثل
هؤلاء.
وتستمر في
تعرية ذلك المجتمع
الذي هو أشبه بمرعى
على دمنة، فالمكان مخضر الظاهر ولكن تحته الغائط والقذارات، مظاهركم مظاهر حسنة ولكن قلوبكم ومواقفكم واعمالكم مواقف سيئة ما الفائدة؟.
او
كفضة (في قول او
كقصة) على ملحودة؛ الملحودة المرأة الميتة في داخل قبرها
فماذا ينفع أن يضعوا لها
قلادة من فضة وهي
في داخل القبر؟ او كقصة القبر
يعني تجصيصه وهو الجص الذي يبيضون به القبر من
الظاهر ماذا ينفع هذا المتوفى ان تضع عليه
رخامة بمبالغ طائلة؟ لا ينتفع بشيء
واذا كان هذا القبر مظلما بأعمال صاحبه ماذا يفيده هذا الجص او الرخام والظلال
هذا كله عمل ضائع؟.
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 357