نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 376
بل ربما ما كان
يقوله يزيد بن معاوية في شأن
ابن زياد، فيه
جانب من الصحة
من أن ابن
زياد بأفعاله بغّض
يزيد إلى الناس
بما فعل وأنه
لو كان يزيد
الذي تولى الأمر
لما فعل كل ما فعل! وجانب
الصحة في هذا
الكلام أن ابن
زياد قد قام
بالكثير من هذه
الأفعال منطلقاً من شخصيته الدموية القاسية
التي كان أسهل
شيء بالنسبة لها
قضية القتل كان
أشبه بالمتوحش الذي
يغريه منظر الدماء.
وأما
الجانب الذي لا يقبل من كلام
يزيد بن معاوية
مع أنه أكثر
من الارجاف فيه،
وبالذات بعد أن انقلب عليه الوضع
في الشام، كما
تبين من ردود
الفعل. ما لا يقبل من كلامه
أنه اختاره لهذه
المهمة وهو يعرف
شخصيته، ولما قام
بتلك الاعمال لم ينكر عليه ولم
يكف يده ولم
يعاقبه، بل لقد
ارتفعت منزلته عنده
وكان ينادمه ويستقبله
بعد مقتل الإمام عليه السلام .[1]
[1] المسعودي؛
علي بن الحسين: مروج
الذهب 3/66 وجلس ذات يوم على شرابه، وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين، فأقبل على ساقيه فقال:
اسْقِني شَرْبَةً
ترَوِّي مُشاشي
ثم
مِلْ فاسق مثلها ابن زياد
صاحب
السرّ والأمانة عِندي
ولتسديد مغنمي
وجهادي
ثم
أمر المغنين فغنوا به.
وقال
ابن أعثم في الفتوح 5/135 فلما
قتل الحسين رضي الله عنه استوسق العراقان جميعا لعبيد الله بن زياد وكانت
الكوفة والبصرة لابن زياد من قبله، قال:
وأوصله يزيد بألف ألف درهم جائزة، فدعا عبيد الله بن زياد بعمرو
بن حريث المخزومي فاستخلفه على الكوفة، ثم صار إلى
البصرة فاشترى دار عبد الله بن عثمان الثقفي
ودار سليمان بن علي الهاشمي
التي صارت لسليمان بن علي بعد
ذلك، فهدّهما جميعا، ثم بناهما وأنفق
عليهما مالا جزيلا وسماهما الحمراء والبيضاء، فكان يشتي في الحمراء ويصيف
في البيضاء. قال: ثم علا أمره
وارتفع قدره وانتشر ذكره، وبذل الأموال واصطنع الرجال، ومدحته الشعراء.. الخ.
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 376