نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 108
ويؤخر ويتخبط ولا يركز، ونفترض أن هذه الخطبة أيضا كانت على البداهة
والارتجال، هذا أمر آخر.
بالإضافة إلى ما مر، كونها امرأة في محضر رجال بالتالي فالمسجد كان مليئاً
بالرجال المسلمين مهاجرين وأنصاراً، والزهراء عليها السلام جاءت ونيطت دونها ملاءة (قطعة قماش) حتى تستتر عنهم ثم خاطبتهم، ومع ذلك
فإن هذه الخطبة احتوت على ميزات كثيرة جداً نشير إلى قسم منها بمقدار ما يتسع له
الوقت هذا من جهة وبمقدار ما نفهمه نحن من جهة أخرى.
الخطبة بين
الخطاب العقلي والعاطفي:
من هذه الميزات أننا نلاحظ تزاوجاً في هذه الخطبة بين العقل والعاطفة بدرجة
كبيرة، بعض الخطابات تكون خطابات عاطفية تحتاج إلى أسلوب معين وبعضها الآخر خطابات
علمية (دروس، أبحاث، محاضرات عميقة)، فهذه تحتاج إلى أسلوب خاص وتلك الخطبة
العاطفية المشاعرية تحتاج إلى اسلوب آخر، ومن العسير عادة أن يجعل الإنسان نفس
الخطبة العلمية كأن يلقي مثلا بحثًا في الأصول أو درسا في الفيزياء أو غير ذلك
ويستخدم أسلوبا عاطفيَّا ومشاعريًّا محركًا للإنسان، وكذا العكس فعندما يريد أن
يحرك عواطف المستمع يصعب عليه أن يخوض في أمور علمية دقيقة ومركزة.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 108