نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 109
خاضت الزهراء عليها السلام في
هذه الخطبة في أدق المباحث العلمية فيما يرتبط بمعرفة الله عز وجل، فقالت عليها السلام :«اِبْتَدَعَ الأشياء لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها» يتساءل
العلماء عن هذه الجملة لماذا قالت «لا من شيء كان قبلها» ولم تقل: ابتدع الأشياء
من لا شيء كان قبلها؟، وهذا بحث مهم في العقائد، وهكذا عند استدلالها بآيات القرآن
استدلالاً فقهياً، ومعالجتها للآيات العامة والمطلقة ودعوى التخصيص وهل هناك مانع
من انعقاد العموم؟ وغير ذلك من المباحث التي يذكرها علماء الفقه والأصول فهذا
الجانب العلمي نراه موجودا في خطبة الزهراء عليها السلام .
كذلك فإن الجانب العاطفي والمشاعري والإثارة القلبية أيضا كان موجودا في
ثنايا هذه الخطبة، ولذلك تفاعل الناس بالبكاء عند استماعهم للخطبة، «إيْهاً بَنِي
قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِي وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُنتدىَ
وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ
ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ
وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ
فَلا تُغيثُونَ» أو في موضع آخر تقول: «ألا وَقَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ عَلى
مَعْرِفَةٍ مِنّي بِالْخَذْلَةِ الَّتِي خامَرَتْكُمْ».
كما أنها تضمنت تقريع المخاطبين من خلال التذكير بالماضي
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 109