نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 135
وإذا كان لنا أن نأخذ من درس تربوي من هذه الآية، فإننا نقول بأن المطلوب
من الإنسان أن يتم للطرف الأخر ما توافقا عليه، على خلاف ما قد يوجد عند البعض،
حيث يكون لديه سائق يعمل عنده بألف ريال مثلا، فيحاسبه حين الراتب على النقير
والقطمير. لأنك فعلت كذا ينقص من راتبك كذا، ولأنك تركت كذا يخصم عليك كذا. غير أن
نبي الله موسى يجعل تماماً ووفاءً فوق الاتفاق عشرين في المائة تقريباً أصل
الاتفاق ثمان سنوات عمل مقابل أن أتزوج ابنتك هذا هو الوفاء، ويعلمنا القرآن من
خلال ذلك أنه عندما تريد أن تعطي فأوف الكيل، ولا تكن من المطففين {الَّذِينَ
إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ 2 وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو
وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}[1].
نبي الله موسى خرج في ليلة برد شاتية ومعه زوجته وأغنامه فلاحت له نار من مكان
بعيد في الصحراء قال {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ
أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً} فذهب موسى عليه السلام ليقتبس ناراً أي يأخذ قبساً، ومن هنا أُخذ هذا المصطلح في اللغة العربية.
فحينما يتكلم إنسان ويستشهد بكلام شاعر أفضل منه، يقال اقتبس منه وهكذا متحدث
يتحدث فيقتبس من كلام الله عز وجل أو من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ليقوي المطلب.