نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 136
ثلاثة عشر
اقتباسا بديعاً للزهراء عليها السلام من
القرآن الكريم:
قامت الزهراء عليها السلام بالاقتباس
من آيات القرآن الكريم في عملٍ بلاغيٍ لا نظير له، لأن الاقتباس درجات؛ أعلاها ما
إذا كان الكلام المأخوذ من القرآن الكريم يجري مع كلام المتكلم، بحيث أنك للوهلة
الأولى تظنه من عبارة المتكلم.
نقول للوهلة الأولى وإلا فإن بلاغة القرآن، وإعجاز كلماته وتراكيبه لا يصل
إليها كائن من البشر بمن فيهم الأنبياء والأوصياء، بل ما لديهم من بلاغة هو ظلال
لذلك الأصل. وفرع من تلك الشجرة.
سوف نلاحظ أن مساحة الاقتباس التي مرت عليها سيدة النساء واسعة حيث تمددت
اقتباساتها على احدى عشرة سورة، فقد اقتبست من آل عمران والنساء وفاطر والتوبة
والمائدة والكهف وابراهيم والشعراء وسبأ وهود والهمزة، واختصت التوبة بأكثر من
اقتباس ولا غرابة فإن سورة التوبة من أسمائها الفاضحة.
ونشير إلى أن هناك اختلافا بين الاقتباس من القرآن والاستدلال بآياته،
فبالرغم من اجتماع هذين الأمرين في خطبة الزهراء عليها السلام إلا أن بينهما فرقا، فإن الاقتباس كما ذكرنا هو جانب بلاغي وأدبي يجعل
المقتبِسُ النص المقتبَسَ وكأنه جزء من
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 136