نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 146
وهنا نعيد إلى الأذهان ما ذكرناه في ذيل الاقتباس الأول من أن بعضهم لما لم
يطلع على هذا الفن البلاغي نسب إلى الدعاء أن فيه آية غير صحيحة، فلا ينبغي أن
يتصدى أحد هنا ليقول إن الآية الثانية ليست تكملة للأولى وأنهما في سورتين
مختلفتين!
الاقتباس
الثامن:
في قولها عليها السلام «فأنى
حِرتم بعد البيان، وأسررتم بعد الإعلان، ونكصتم بعد الإقدام، وأشركتم بعد الإيمان،
(أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا
أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ
مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ)»[1].
إنها عليها السلام بعد أن خاطبت الأنصار
بالقول: إيها بني قيلة.. وذكرت جهادهم في سبيل الدين وتضحيتهم في نصرة رسول الله
ودعوته ومعاضدتهم لبني هاشم في رفع راية الدين، تتساءل مستنكرة ما الذي حدث بكم؟
ولماذا نكصتم بعد إقدامكم السابق، وتحيرتم بعدما اتضحت لكم الرؤية، وأن هناك خطين
في الأمة، وكان ينبغي عليكم مواجهة التيار القرشي الذي كان على خط العداء معكم ومع
رسول الله وهاهم الآن يبعدون وصيه