نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 155
إن إخلاص العبادة لله هي فرع الاعتقاد بألا إله إلاّ الله، والاعتقاد بأنه
لا مؤثر حقيقة في الكون إلا هو سبحانه وبأنه لا حول ولا قوة إلا به. وهذا الاعتقاد
إذا كان عميقا وحقيقيا فإن المعتقد به سوف لا يؤمن بأن قدره ورزقه بيد فلان فيتوسل
إليه وبه ما لا يصنع مع خالقه، ويركض وراءه طيلة حياته ما لا يمارسه مع ربه! مع
فقدان الإخلاص وإفراد الله بالعبودية والتوجه لا ينفع كثيرا أن يكرر الشخص قول
أشهد أن لا إله إلى الله.. نعم يترتب على مثل هذا القول بعض الآثار الظاهرية التي
ذكرناها من تعنون الشخص بعنوان الإسلام، ولكن آثارها الحقيقية لا تحصل إلا
بممارستها بصدق والإيمان بها بعمق. جعل الإخلاص تأويلّا لها وعمقاً فيها، و«ضمن
القلوب موصولها»، بالرغم من أن المعرفة الكاملة والشاملة بالله سبحانه متعسرة على
الإنسان، أنّ المعرفة الفطرية بالله موجودة في داخل قلب كل إنسان، قد ضمّن الله
سبحانه وتعالى هذه المعرفة قلوب الناس وفطرتهم. وبهذا المقدار يمكن الاحتجاج عليهم
فلا يستطيع إنسان أن يقول إن إدراك ومعرفة الله حق المعرفة لا تستطاع فإذن لا يلزم
الإيمان به لعدم استطاعة ذلك.. كلا بل يقال المعرفة الفطرية والإيمان القلبي موجود
في أعماق الإنسان وهو كافٍ.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 155