نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 156
نعم زود الله سبحانه الإنسان بما يستطيع معه أن يصل إلى حقائق في معرفة
الله سبحانه بالتفكر وإعمال العقل «أنار في التفكر معقولها» لذلك إذا أراد أحد ان
يعرف ربه ينبغي ان يعمل عقله بمقاييسه.
«الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته» هي مراحل
ثلاث تتحدث عنها الزهراء عليها السلام :
1) أنّ ربنا سبحانه وتعالى يمتنع على بصر كل ذي بصر أن يراه في الدنيا وفي
الآخرة إذ لا تدركه الأبصار.
2) أنه يمتنع أن يحيط به وصف الواصفين.
3) أنه يمتنع على التصور والتخيل.
لماذا كان هذا الامتناع؟ لأننا لو طبقنا ما دعت الزهراء إليه من «التفكر في
معقولها» سيقول التفكر لنا إن هناك شروطا يفرضها العقل لرؤية أي شيء بالبصر: من
تلك الشروط أن يكون في جهتك وانت في جهته، فلو فرضنا أنك أردت أن ترى الجدار الذي
يكون في خلفك فإنك لا تستطيع وهذا واضح فأنت لا تبصره إذ ليس هو في جهتك.
وهذا لا يمكن تحققه بالنسبة لرؤية الله بالبصر، وذلك لأنه الشيء الذي يراد
النظر إليه وإبصاره لا بد أن يكون في جهة،
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 156