نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 157
والله لا يكون في جهة دون أخرى! بل يلزم من ذلك أن يتحيز الله ويتحدد
(سبحانه وتعالى عن ذلك).
استحالة
رؤية الله في الدنيا والآخرة:
فيما ذهبت بعض الفرق الإسلامية إلى أن الله سبحانه يراه المؤمنون في يوم
القيامة عيانا[1]! ويرونه في هذه الدنيا في المنام تؤكد
الإمامية استحالة ذلك في الدنيا والآخرة، حقيقة أو في عالم الرؤيا، وتتمسك بما جاء
في القرآن (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[2] وقوله تعالى مخاطباً نبيه موسى عليه السلام: ( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ
إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي)[3] وقد تكاثرت الاحاديث عن المعصومين في امتناع هذا الأمر،
سواء كان على الانبياء العظام أو غيرهم!
كذلك فإنه يمتنع وصف الخالق بحق صفته، وتمامها مهما أوتي من البلاغة
والفصاحة، وجهة ذلك واضحة؛ فإن الوصف
[1] قد
نقلنا فيما سبق بعض الروايات التي يستندون عليها في ذلك.
[3] الأعراف:
143 وهذا الطلب لم يكن من نبي الله موسى وإنما كان بتعلل اليهود المكذبين له، وأنه
إن كان صادقا في أنه يوحى إليه فـ {أَرِنَا
ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ } وبحسب ما ورد في الروايات فإن نبي الله موسى
استكثر هذا الطلب وعده جرأة وتجاوزا، فأوحى إليه ربه أن يسأله ما طلبوا فلن يحاسبه
بسؤالهم، وذلك لكي يثبت هذا المعنى (لن تراني) ويردفه بحادثة الصاعقة حتى يبقى
وقعها في الأذهان وأن ذلك من الأمور الممتنعة والمستحيلة.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 157