نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 158
التام هو نوع إحاطة والاحاطة به تستلزم المحدودية، والله سبحانه غير محدود
ولعله إلى مثل هذا تكون إشارة أمير المؤمنين عليه السلام بقوله «ليس لصفته حد محدود، ولا نعت موجود» وكذلك يمتنع على الإنسان صفته
لجهة أخرى وهي انه لكي تصف شيئا فلا بد من رؤيته أو على الأقل تصوره «والاحاطة به
ذهنيًّا» فلو أردت أن تصف نخلة فإما أن تراها ثم تأتي بأوصافها أو على الأقل يكون
لديك تصور عنها وأنها مماذا تتركب فتصفها بناء على هذا التصور الذهني الموجود لديك
عنها.
فإذا كانت رؤية البشر لله ممتنعة على أبصارهم.. فكيف يتم وصفه؟! وهكذا إذا
لم يمكن (تصور) الله فكيف يمكن وصفه؟ وذلك أن ما يتصوره الإنسان ومنه ما يزعم
بعضهم أنه رأى ربه في المنام لا يرتبط بالله تعالى، فهذه الصورة مخلوقة للإنسان
بينما الله هو الخالق.
وهذا ما تشير له الفقرة الثالثة من كلامها عليها السلام «الممتنع من الأوهام كيفيته». وقد يؤيد هذا الكلام ما نقله في البحار عن
الإمام الباقر عليه السلام في قوله «كل ما ميزتموه
بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم.. ولعل النمل الصغار تتوهم
أن لله تعالى زبانيتين فإن ذلك كمالها ويتوهم أن عدمها نقصان لمن لا يتصف بهما»[1].
[1] المجلسي،
بحار الأنوار٦٦/ ٢٩٥/ ولم أجده في مصدر من المصادر
الحديثية الأساسية.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 158