نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 159
وبهذه الكلمات فالزهراء عليها السلام تنفي
إمكانية الرؤية العيانية لله تعالى في الدنيا أو الآخرة، يقظة أو مناما، بل تنفي
كل نوع من أنواع الإحاطة اللفظية بالتوصيف أو الوهمية بتشكيل الصور.
وبالتالي فإن ما جاء في كتب بعض المسلمين من أن الله يُرى يوم القيامة وأنه
يكشف عن ساقه! ليتعرف عليه المؤمنون، ولا أعلم لماذا الساق فهل رأيت أحدا يُعرف من
ساقه؟ وأنهم عندما ينكرونه يكشف عنها فيخرون سجدا.. إلى آخر ما قيل[1]، لا يمكن قبوله مع تصريح سيدة النساء
بخلافه، والملفت للنظر أن أحدا من الحاضرين الذين خطبت فيهم وهم جمهور المهاجرين
والأنصار لم يعترض عليها في ذلك!.
وهذا النمط من الحديث والفكر هو أحد الأدلة التي تثبت
[1] الألباني،
ناصر الدين: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها
٢/١٢٦: أنهم سألوا رسول الله ﷺ: هل نرى ربنا عز
وجل يوم القيامة؟ قال: «هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟»
قالوا: لا. قال: «فإنكم لا تضامون في رؤية أحدهما. فإذا كان يوم القيامة نودي
ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد شيئا إلا تبعه، حتى لا يبقى إلا
المؤمنون، فيأتيهم الله عز وجل» فيقول: «أنا ربكم» فيقولون: نعوذ بالله منك لا
نشرك بالله شيئا. فيقول: «هل بينكم وبينه آية؟» فيقولون: نعم. «يكشف عن ساق»، فلا
يبقى أحد ممن كان يعبد الله عز وجل إلا خر له ساجدا». أقول: فيه ما سبق ذكره من
استحالة الرؤية وأنه ماذا يعني أن تكون علامة الله التي يعرفها عباده هي ساقه؟
فمتى رأوها في السابق حتى إذا رأوها في القيامة يميزونها؟ وكيف يأتيهم الله؟ هل
يكون في مكان فيخلو منه سائر الأمكنة؟
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 159