نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 168
ففي المسيحية مثلا وهي لم تكن تبعد عن بعثة النبي إلا بستة قرون، اختلفوا
في النظر إلى عيسى بن مريم هل هو إله؟ أو هو بشر نبي؟ أو هو جزء من الإله؟ وما
موقع مريم العذراء بالنسبة إلى الإله المفترض؟ وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض هذه
الفرق في آياته وحكم عليها بالانحراف عما جاء به عيسى بن مريم عليهما السلام [1].
أما الجهة الشرقية - جهة فارس – فالمجوس بعدما كانوا أصحاب رسالة سماوية حصل الانحراف
عندهم عنها[2] صاروا يعبدون النار ويرون أنها سر
الحياة وفيها القوة الاصلية، وبالتالي لابد أن تكون متقدة ومشتعلة باستمرار، وهذه
النار المتقدة لمئات السنين انطفأت بقدرة الله عندما ولد النبي محمد صلى الله عليه
وآله.
وفي الجزيرة العربية، اتجه العرب إلى عبادة الأوثان والأصنام، وهم في ذلك
منكرون لله ظاهراً مع اعتقادهم في داخل أنفسهم بالله {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[3]،
فحينما
[1] لمعرفة
بعض الفرق وآرائها وتطور المسيحية وحياة المسيح يمكنكم مراجعة كتابنا: من قصة
الديانات والرسل.
[2] كذلك
لمعرفة تاريخ الزرادشتية المجوسية وعقائدهم والموقف الإسلامي منها يراجع كتاب قصة
الديانات والرسل.