نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 172
أي لم يكن تبليغ الدين والرسالة بالسهولة التي يتصورها البعض بل مر ذلك
بحقول ألغام وبحروب أعداء، ومعاناة، فقد كانت المعارك مع المشركين الذين رفضوا
السماح لدعوته بالانتشار فاضطر إلى حربهم ضاربا بالسيف أعناقهم في تلك الحروب
وداعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة كخط عام، ونتيجة هذا الجهاد في
الميدانين: الحرب والوعي والتبليغ كان أن تفرى ليل الأصنام وظلام الجاهلية عن صبح الإسلام
وشمس الحقائق، فأنقذ الله الأمة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله.
وإذ عرجت على ذكر رحيل النبي المصطفى ذكّرت الحاضرين بطريق غير مباشر بمعادهم،
وأن عليهم أن يعملوا لذلك اليوم الذين سيرحلون فيه، فهل يقبضهم الله كما أخذ رسوله
قبض رأفة واختيار ورغبة وإيثار، ويكون الراحل حينها سائرا من تعب الدنيا إلى راحة
الآخرة مجاورا للملائكة محبُوًّا برضوان الله وجواره؟ أو يكون في الطرف الآخر لا
سمح الله. والتذكير بالمعاد ضروري حتى لا تأخذ أهلَ السلطة شهوة الحكم والسيطرة
فتعميهم عن مصائرهم.. قالت عليها السلام «ثمَّ
قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ وَإيثارٍ فمحمدٌ صلى الله عليه
وآله منْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحةٍ، قَدْ
حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرّبِّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ
المَلِكِ الجَبّارِ.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 172