نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 191
قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، قال: فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك
الحظيرة. قال: فجاء رجال من المهاجرين فتركهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم. فلما
اجتمعوا له أتاه سعد، فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه
وآله، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:
يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم، وجِدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم؟ ألم آتكم
ضُلّالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم! قالوا:
بلى، الله ورسوله أمَنُّ وأفضل. ثم قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قالوا:
بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل. قال صلى الله عليه وآله: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدقتم ولصُدقتم: أتيتنا مكذَّبًا فصدقناك،
ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك. أوَجَدتم يا معشر الأنصار في
انفسكم في لُعاعة (بقية يسيرة) من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى
إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول
الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو
سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار،
وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 191