نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 192
قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا. ثم
انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله، وتفرقوا[1].
هذا الموقف وأمثاله من قبل الأنصار هي التي جعلت الزهراء بعد أن أثنت على
مواقفهم السابقة في نصرة النبي، تعاتبهم بقوة مستغربة من موقفهم الجديد الخاذل
الذي لا ينسجم مع تاريخهم المشرف ولا معرفتهم بموقع الزهراء وأهل البيت عليهم السلام.
بينما بنفس المقدار كان كلامها شديدا في حق التيار القرشي، الذي وصفته بأن
تاريخه كان تاريخ المتربص بالدعوة والنبي الدوائر والناكص عند النزال والفار من
القتال، والمخطط للمصالح الذاتية. في الوقت الذي كان فيه أهل البيت على خط
المواجهة الأول كان الحزب القرشي في رفاهية من العيش وادعين هانئين آمنين!.
وتمر الأيام فإذا بهؤلاء الذين لم يضحوا بشيء أصبحوا يحوزون كل شيء، فصار
قصارى ما يطمح إليه الأنصار معهم أن يكونوا وزراء بينما يكون أعيان الحزب القرشي
هم الأمراء! وأما الخط المضحي والمجاهد من أهل بيت النبي ومن سار معهم، فقد أخرجوا
من كل ذلك.