نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 56
فقال في الرد عليهم: «إن من أنس بالكلام والخطابة، وشدا طرفًا من علم
البيان، وصار له ذوق في هذا الباب، لابد أن يفرق بين الكلام الركيك، والفصيح، وبين
الفصيح والأفصح، وبين الأصيل والمولد، وإذا وقف على كراس واحد يتضمن كلاما لجماعة
من الخطباء أو لاثنين منهم فقط، فلا بد أن يفرق بين الكلامين، ويميز بين الطريقين،
ألا ترى أنا مع معرفتنا بالشعر ونقده، لو تصفحنا ديوان أبي تمام فوجدناه قد كتب في
أثنائه قصائد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام نفسه
وطريقته ومذهبه في القريض... إلى أن يقول وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كله
ماء واحدا، ونفسا واحدا، وأسلوبا واحدا، كالجسم البسيط الذي ليس بعضٌ من أبعاضه
مخالفا لباقي الأبعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز، أوله كوسطه، وأوسطه كآخره، وكل
سورة منه، وكل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات
والسور..»[1].
وما ذكره هنا ينطبق تماما على هذه المقطوعة من كلام الزهراء عليها السلام .
الثانية: إنه
قد روى هذه القطعة من الكلام شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله في كتابه الأمالي،
بسنده عن الإمام جعفر