نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 60
له على سؤال عن هذه الفقرة وأنها هل يصح صدورها من الصديقة الزهراء عليها السلام فقد
قال: «بالتأمّل في تلك الجملة يظهر أنّها مدح عظيم من سيّدة النساء العارفة بمقام
الإمام عليه
السلام لبطولته وثباته وشرفه فإنّها قد رجعت بعد أداء الوظيفة، وهي تحمل كلّ الإجلال والإكبار
لأمير المؤمنين عليه السلام مخاطبة إيّاه لتخفّف عنه من أثقال الإمامة، فقالت:
(اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ) أي تحمّلت الأذى لمرضاة الله تعالى، ف
(اشْتَمَلْتَ شِمْلَةَ الْجَنينِ) لتكون عين الفناء في ذات الله، وتعبيرها ب
(اشْتَمَلْتَ) للإشارة إلى أنّه اشتمل بهذا الثوب وهو ثوب الوقاية عن الدنيا
وزخارفها، بما في ذلك حبّ الزعامة والسلطة بإرادة واختيار منه، لا لقصور وتقصير،
نظراً لقدرته على المجابهة والمواجهة، ولكنّه عليه السلام في مقابل ذلك اشتمل شملة الجنين، ولم يحرّك ساكناً؛ لأنّ وظيفته كانت هي
السكوت والصبر، وكأنّها عليه السلام تقول له: لقد أدّيت وظيفتك أحسن الأداء، فأنت كما كنت
مقداماً حينما كانت وظيفتك هي الجهاد والمواجهة، كذلك كنت الصابر المحتسب حينما
كانت وظيفتك هي الصبر على الأذى في جنب الله تعالى..»[1].
وربما نناقش هذا الجواب؛ بأنها لم تكن في مقام الإقرار بل
[1] الروحاني؛
السيد محمد صادق: السيدة الزهراء (س) بين الفضائل والظلامات٦١.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 60