نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 68
بل لماذا لم يفعل ذلك معهم وهو القوي الشديد والشجاع المنصلت عندما كانوا
يرمون عليه سلا البعير ويؤذونه؟ بل لقد رجموا منزله بالحجارة؟ ألم يكن غيورًا على
أصحابه والمؤمنين به؟ أليس غيورًا على حرمة بيته؟ ألم يكن شجاعًا يرد الأذى عن
نفسه؟
كل هذه الأسئلة التي توجه حول الخالق تارة، وإلى النبي أخرى هي نفسها توجه
للإمام أمير المؤمنين، والجواب عليها في الجميع واحد، وهو أنه ليس الأمر أمر وجود
القوة أو الغيرة وإنما كل الأمر في استخدام تلك القوة والشجاعة وعاطفة الغيرة
والاندفاع.. وأنه لا بد أن يكون منبعثًا من الأمر الشرعي وبحسب مقتضيات الحكمة
ولخدمة الهدف الذي يعتني به هذا الشجاع الغيور، فإذا كان استعمال الشجاعة مخالفًا
لأحكامه الشرعية، أو لا يتناسب مع خدمة أهدافه، فإنه يعتبر خرقًا وحمقًا!
3/ وأما الجواب الحَلّي: فإن الإمامية يعتقدون أن أمير المؤمنين عليه السلام، كان أشجع
الكل وأغير الكل، ولكن شجاعته وغيرته لم تكن منفلتة ودون ضوابط وإنما هي محكومة
بالحكم الشرعي وبالحكمة العملية.
وذلك أننا قد نجد أناسا لديهم قوة وشجاعة، ولكنهم يستعملونها ضمن الروح
الجاهلية ذات منطق:
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 68