نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 71
4/ إن بعض الباحثين يعتقد أن طرف الخلافة كان مستعدا للذهاب في أمر السيطرة
إلى آخر المشوار فلا مانع عنده أن يقتل المعارضين إن لم يبايعوا(!!) مهما تكلف
الأمر وكأن القضية قضية موت أو حياة! ويظهر هذا من الطريقة التي تعاملوا بها مع
سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار في المدينة والشخصية الأكبر فيهم حينئذ، فقد أمروا
أنصارهم بأن «اقتلوه قتله الله ثم قام بعضهم على رأسه فقال: لقد هممت أن أطأك حتى
تندر عضوك»! وبعد فترة قصيرة «قتلته الجن»[1]!!
وقد تم تهديد الإمام أكثر من مرة بأنه سيقتل! فإما كان على الإمام أن يذهب
معهم في المشوار إلى آخره مهما حصل وعلى طريقة (عليّ وعلى أعدائي)، فإما قاتل أو
مقتول! وهو ما حذر منه سعد بن بشير جهاز الخلافة في شأن قتل سعد بن عبادة علانية،
كما مر في الصفحات السابقة، فإنه لولا إشعارهم بأن مقتله سيؤدي إلى مقتل من معه،
لربما لم يتوقفوا عن قتله علانية.
[1] زعموا
أن سعدَ بن عبادة قد قتلته الجن وأنشدوا على لسانها أبياتا في هذا المعنى، ولأن
الأمر أشبه بالنكتة، فقد قال مؤمن الطاق (عبد الله بن جندب) وكان ممن يناظر في
الإمامة وشؤونها، لسائل سأله: ما منع عليًّا أن يخاصم أبا بكر في الخلافة؟ فقال:
يا بن أخي، خاف أن تقتله الجن!! كما نقل ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج
البلاغة١٧/٢٢٣.. وقد عقب عليه ابن أبي الحديد بقول:
أما أنا فلا أعتقد أن الجن قتلت سعدًا، ولا أن هذا شعر الجن، ولا أرتاب أن البشر
قتلوه، وأن هذا الشعر شعر البشر.. الى آخر كلامه.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 71