نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 83
الطريق وقف حتى انتهت إليه، فإذا فاطمة رضي الله عنها فقال: ما أخرجك من
بيتك يا فاطمة؟ قالت: أتيت أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم وعزيتهم، فقال: لعلكِ
بلغتِ معهم الكُدى(المقبرة)، قالت: معاذ الله أن أكون قد بلغتها معهم وقد سمعتك
تذكر في ذلك ما تذكر. قال: لو بلغتِها ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك»[1].
ولم يجدوا لتدريس الناشئة في صفوف الابتدائية والمتوسطة من حديث يناسب
فاطمة إلا أنها لو سرقت (!) لقطع محمد يدها فترى هذا الحديث الذي زعموه عن رسول صلى الله عليه وآله من أنه قال: «أيُّها النّاسُ، إنَّما هَلَكَ الَّذِينَ كانُوا مِن
قَبْلِكُمْ أنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ
الضَّعِيفُ أقامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ
[1] بن
حنبل؛ أحمد (ت ٢٤١) مسند أحمد مخرجا
١١/١٣٧ وفي هذا الحديث من الملاحظات ما يطول الكلام
بذكره بكامله ولكن نشير لبعضها، فمنها ما يتنزه عنه النبي (جل مقامه) من الأسلوب
في آخر الكلام، أنه لا ترى فاطمة الجنة حتى يراها جد أبيها، وهذا في العرف العام
نوع من الشتم والتهجم يجل عنه ويتنزه عنه مقام رسول الله. بالإضافة إلى أنه يستتبع
الإقرار بأن عبد المطلب عليه السلام لا
يدخل الجنة (وهذا على ما يراه أتباع النهج الأموي واقع) بينما يرى الإمامية وأكثر
المسلمين غير ذلك، وللتفصيل يراجع كتابنا: أعلام من الأسرة النبوية. ومن الملاحظات
أن المسلمين لا يتصورون أن يحرم مسلم من الجنة لأنه قام بالذهاب إلى المقبرة، فإن
غاية ذلك أن يكون قد أتى بمكروه أو محرم، وهو لا يستوجب الحرمان من الجنة! وثالثا
فإن فاطمة عليها السلام كانت تذهب لزيارة قبر أبيها، ولزيارة قبر عمها حمزة كما هو الثابت عند
الفريقين فهل يعني ذلك أنها لا تدخل الجنة والحال أنها سيدة نساء الجنة؟ إن من
يقرأ هذا الحديث ثم يجد أنها عليها
السلام كانت تزور مقبرة شهداء أحد لزيارة عمها
حمزة وقد بلغت (الكُدى) ماذا يقول عنها؟
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 83