نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 85
بل الأسوأ من هذا أنهم غيروا اتجاهه وصنعوا له مناسبة[1]
فجعلوا عليًّا هو الذي آذى فاطمة وأغضبها وآذى رسول الله بالتالي!! فانظر إلى تنمر
الاتجاه الأموي على آل بيت النبي.
ومنها تكذيب خبر تزويجها عليًّا: حيث قال رسول الله «إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من
علي»، وقد نقلنا تفصيله في الحديث عن تزويجها سلام الله عليها، وأن ذلك كان عن أمر
الله «وهذه فضيلة اختص بها علي وفاطمة وقد كان خطبها جماعة من أعيان الصحابة ويجيب
عليهم الرسول صلى الله عليه وآله بأنه منتظر للوحي فيها»[2].
ولأن للحديث دلالاته المهمة التي تحدثنا عنها سابقا، لذلك اعلن الخط الأموي
قديما وحديثا حالة الاستنفار لرفضه وتضعيفه، وفي أسوأ الأحوال تقصيصه واختصاره إلى
الحد الذي
[1] ابن
تيمية: المصدر السابق 4/ 250 وأمّا قَوْلُهُ: رَوَوْا جَمِيعًا «أنَّ فاطِمَةَ
بِضْعَةٌ مِنِّي مَن آذاها آذانِي، ومَن آذانِي آذى الله "فإن هَذا الحَدِيثَ
لَمْ يُرْوَ بِهَذا اللَّفْظِ، بَلْ [رُوِيَ] بِغَيْرِهِ، كَما رُوِيَ فِي سِياقِ
حَدِيثِ خِطْبَةِ عَلِيٍّ لِابْنَةِ أبِي جَهْلٍ، لَمّا قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله خَطِيبًا فَقالَ: «إنَّ بَنِي هِشامِ بْنِ المُغِيرَةِ
اسْتَأْذَنُونِي أنْ يَنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ، وإنِّي لا
آذَنُ، ثُمَّ لا آذَنُ، ثُمَّ لا آذَنُ، إنَّما فاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي
يُرِيبُنِي ما رابَها، ويُؤْذِينِي ما آذاها، إلّا أنْ يُرِيدَ ابْنُ أبِي طالِبٍ
أنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي ويَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ».
أقول: قد ذكر المحدثون والمصنفون الكثير عن
فرية هذه الحادثة وكذبها! بل والنتائج الخطيرة المترتبة على نسبة عدم رضا النبي
بتشريع جاء به من عند ربه، لو فرض جدلا صحة الحديث وهو غير صحيح.
[2] الصنعاني
(ت ١١٨٢): التنوير شرح الجامع الصغير
٣/٢٧٧. والحديث قد نقله - بصور متعددة - المحدثون وقال
فيه نور الدين الهيثمي (ت ٨٠٧) في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
٩/٢٠٤:رَواهُ الطَّبَرانِيُّ، ورِجالُهُ ثِقاتٌ. وذكره
الحاكم في المستدرك ٢ / ١٨١بعد جعله خفيف الدسم، وحذف ما
يخالف عقائد مذهبهم، «هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، ولَمْ
يُخَرِّجاهُ».. ولعلك تعلم أيها القارئ لماذا لم يخرّجاه!
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 85