responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 98

محمد صلى الله عليه وآله، كان العامل الرئيس في إثبات أنه من الله عز وجل أنه كلام معجز من حيث المعنى ومن حيث الصياغة {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[1].

وبالرغم من أن النبي كان عند الناس وخصوصا عند قريش صادقاً وأميناً ولكن الأساس الوثيق لهذا القرآن كان إعجاز القرآن معنىً ولغةً، فحتى الذي كان لا يعتقد بصدق النبي صلى الله عليه وآله لما يأتي ويعرض عليه القرآن بإعجازه يخضع له ويقتنع به[2].

وهذا الأمر بنسبة من النسب صادق في أخبار المعصومين عليهم السلام [3]، فإن لكل متكلم سبكا وصياغة خاصة للكلام، ومن خلاله يعرف أن هذا صحيح النسبة لفلان، أو غير صحيح، إن من السهل على العارفين بأساليب اللغة أن يميزوا مثلا بين شعر المتنبي وشعر نزار قباني! وما بين كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام وكلام غيره[4].. وتمت


[1] سورة الإسراء: آية 88.

[2] ابن كثير، البداية والنهاية، ٣/ ٧٨ قال الوليد بن المغيرة المخزومي لما سمع من النبي بعض آيات القرآن: ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته..

[3] عن الإمام الصادق عليه السلام: أعربوا حديثنا فإنا قوم فصحاء

[4] قال ابن ابي الحديد في سياق رده على زعم أن نهج البلاغة منحول للإمام عليه السلام: إن من قد أنس بالكلام والخطابة، وشدا طرفا من علم البيان، وصار له ذوق في هذا الباب، لابد أن يفرق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الفصيح والأفصح، وبين الأصيل والمولد، وإذا وقف على كراس واحد يتضمن كلاما لجماعة من الخطباء، أو لاثنين منهم فقط، فلا بد أن يفرق بين الكلامين، ويميز بين الطريقتين، ألا ترى أنا مع معرفتنا بالشعر ونقده، لو تصفحنا ديوان أبي تمام، فوجدناه قد كتب في أثنائه قصائد أو قصيدة واحدة لغيره، لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام ونفسه، وطريقته ومذهبه في القريض، ألا ترى أن العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصائد كثيرة منحولة إليه، لمباينتها لمذهبه في الشعر، وكذلك حذفوا من شعر أبي نواس شيئا كثيرا، لما ظهر لهم أنه ليس من ألفاظه، ولا من شعره، وكذلك غيرهما من الشعراء، ولم يعتمدوا في ذلك إلا على الذوق خاصة.

وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كله ماء واحدا، ونفسا واحدا، وأسلوبا واحدا، كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقي الابعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز، أوله كأوسطه، وأوسطه كآخره....)

نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست