نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 109
وهذا نموذج مما كان لديهم وهو عمرو بن عبيد، حيث يقول
الراوي: كنت في مجلس أبي جعفر عليه السّلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد، فقال له:
جعلت فداك قول اللّه تبارك وتعالى: (وَمَنْ
يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى)[1] ما
ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليه السّلام: هو العقاب يا عمرو إنّه من زعم أنّ اللّه
قد زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق وإنّ اللّه تعالى لا يستفزّه شيء فيغيره.[2]
وأوضح من ذلك في التجسيم والتشبيه، ما كان عليه أهل
الشام وهي قولهم أن الله سبحانه وضع رجله على الصخرة في بيت المقدس وقد رد الإمام عليه
السلام ذلك بقوله لجابر بن يزيد: " يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على اللّه
عزّ وجلّ!.
يزعمون أنّ اللّه تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع
قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عباد اللّه قدمه على حجرة فأمرنا اللّه
تبارك وتعالى أن نتخذه مصلّى، يا
[2]
) وكأنه يلتزم بأن الله ـ سبحانه
وتقدس عن ذلك ـ في الحالة العادية يكون على حالٍ من الرضا فإذا تغيرت تلك الحال
إلى الغضب فإنه يتغير ويظهر عليه ذلك، وقد ذكرت بعض الأحاديث الباطلة في نظر أهل
البيت أن ذلك الغضب يتبينه حملة العرش من ثقل العرض وكأن هناك حمالين يحملون العرش
والكرسي فإذا كان الله راضيا يكون وزنه خفيفا، فإذا غضب يصبح وزنه ثقيلا!! تعالى
الله عن ذلك علوا كبيرا.
نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 109