الذكر هم اليهود والنصارى! ومن العجيب أنهم رفضوا مرجعية آل النبي وقبلوا مرجعية اليهود والنصارى! وقد تصدى الإمام لبيان أنهم آل محمد ليس إلا! بل وأضاف أنهم لو سألوا اليهود والنصارى لأرشدوهم لدينهم!

فقد سأل محمّد بن مسلم أبا جعفر عليه السّلام وقال: " إن من عندنا يزعمون أن قول اللّه عزّ وجلّ (فَاسْألُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[1] أنّهم اليهود والنّصارى قال: إذًا يدعونكم إلى دينهم قال: قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون".[2]

بل إنهم رضوا بأن يكون عبد الله بن سلام ذو الأصول اليهودية هو الذي عنده علم الكتاب والشاهد على المسلمين، ورفضوا أن يكون علي بن أبي طالب هو مصداق تلك الآية مع أنه نفس رسول الله وباب مدينة علمه، فعن عبد اللّه بن عطاء، قال قلت لأبي جعفر عليه السّلام: هذا ابن عبد اللّه بن سلام بن عمران، يزعم أنّ أباه الذي يقول اللّه (قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)[3] قال: كذب هو علي بن أبي طالب عليه السّلام.[4]

[1] ) النحل: 43.

[2]) الكليني: الكافي ١/ ٢١١.

[3] ) الرعد: 43.

[4]) عطاردي: مسند الإمام الباقر ٣/١٥٠.