نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 150
فمنها: وداع أم سلمة للإمام الحسين عليه
السلام، كما رواه أبو جعفر المشهدي بإسناده عن الباقر صلوات اللّه عليه قال: لمّا
أراد الحسين صلوات اللّه عليه الخروج إلى العراق بعثت إليه أمّ سلمة رضي اللّه
عنها وهي التي كانت ربّته، وكان أحبّ النّاس إليها وكانت أرقّ الناس عليه وكانت
تربة الحسين عندها في قارورة دفعها إليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فقالت:
يا بنى أتريد أن تخرج؟ فقال لها: يا أمّه أريد أن أخرج إلى العراق! فقالت: إنّي
أذكّرك اللّه تعالى أن تخرج إلى العراق، قال: ولم ذلك يا أمه؟ قالت: سمعت رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول: يقتل ابني الحسين بالعراق وعندي يا بنيّ تربتك
في قارورة مختومة دفعها إلىّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
فقال: يا أمّاه واللّه إنّي لمقتول، وإنّي لا أفرّ من
القدر والمقدور والقضاء المحتوم، والأمر الواجب من اللّه تعالى.
فقالت: واعجباه، فأين تذهب وأنت مقتول؟ فقال: يا أمّه
إن لم أذهب اليوم ذهبت غدًا، وإن لم أذهب غدًا لذهبت بعد غد، وما من الموت ـ واللّه
يا أمّه - بدّ، وإنّي لأعرف اليوم والموضع الذي أقتل فيه، والساعة التي أقتل فيها،
والحفرة التي أدفن فيها، كما أعرفك وأنظر إليها كما أنظر إليك، قالت: قد رأيتها؟!
قال: إن أحببت أن أريك مضجعي ومكاني ومكان أصحابي فعلت.
نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 150