نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 161
طوافه، ثم قال: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن
شَعَائِرِ اللَّهِ) فابدؤا بما بدأ الله به، وان المسلمين كانوا يظنون أن السعي
بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون، فأنزل الله تعالى (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ
ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن
يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ
عَلِيمٌ)[1]
ثم اتى الصفا فصعد عليه فاستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا مقدار ما
يقرأ سورة البقرة مترسلًا، ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا حتى
فرغ من سعيه، ثم اتاه جبرئيل عليه السلام وهو على المروة فأمره ان يأمر الناس ان يُحلّوا
إلا سائق الهدي فقال رجل: أنحِلُّ ولم نفرغ من مناسكنا؟ فقال: نعم قال: فلما وقف
رسول الله صلى الله عليه وآله بالمروة بعد فراغه من السعي اقبل على الناس بوجهه
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " إن هذا جبرئيل عليه السلام وأومأ بيده إلى
خلفه يأمرني أن آمر من لم يسق هديًا ان يُحل ولو استقبلت من أمري مثل ما استدبرت
لصنعت مثل ما أمرتكم ولكني سقت الهدي، ولا ينبغي لسائق الهدي ان يُحل حتى يبلغ
الهدي محله" قال: قال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجًا وشعورنا تقطر! فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إنك لن تؤمن بعدها أبدًا! فقال له: سراقة بن
مالك بن جعشم