نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 173
حوار واحتجاج مع الخوارج
الخوارج فئة ممن حارب الإمام عليًّا عليه السلام في
النهروان، على أثر جهل قسم كبير منهم، واستغلال بعض المغامرين المنتفعين لهذا
الجهل، الأمر الذي جعلهم ـ وقد كانوا في جيشه وصفه أول الأمرـ في مواجهة مع أمير
المؤمنين عليه السلام، مع اعترافهم بفقاهته وعدله وأنه أولى من غيره! وانتهى ذلك
الجهل وهذا الاستغلال إلى قتالهم أمير المؤمنين عليه السلام بزعم أنه قد حكّم في
دين الله![1]ومن
يفعل ذلك يكن كافرًا أو على الأقل خاطئًا لا بد له من التوبة!
ونذكر في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام خطواته
المتعددة لإعادتهم للجادة، من الصبر عليهم والنقاش معهم وغير ذلك إلا أنهم قد
ضَرّهم من غرّهم، وحين سئل عليه السلام: مَنْ غرَّهم؟ قال: "الشيطان وأنفسٌ
أمَّارة بالسوء، غرَّتهم بالأماني، وزيَّنت لهم المعاصي، ونبَّأتهم أنَّهم
ظاهرون"[2]وكان
يُتوقع أن تنتهي هذه العقيدة
[1]) ابن الأثير الجزري: الكامل في التاريخ 2/ 714 " عبّر عن ذلك أحد الخارجين عليه وهو الخريت
بن راشد، حين قال: " يا
علي، والله لا أطيع أمرك، ولا أصلي خلفك، وإني غدا مفارق لك، وذلك بعد تحكيم
الحكمين.
فقال
له: ثكلتك أمك، إذن تعصي ربك، وتنكث عهدك، ولا تضر إلا نفسك!
خبرني
لم تفعل ذلك؟ فقال: لأنك حكّمتَ وضعفت عن الحق، وركنت إلى القوم الذين ظلموا، فأنا
عليك زارٍ، وعليهم ناقمٌ، ولكم جميعًا مباين".