ثم قال الشامي: أريد أن أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظِرْه، فناظره حتى غلبه.
فقال الشامي: أريد أن أناظرك في الفقه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظر حتى غلبه!
فقال الشامي: أريد أن أناظرك في الكلام، فقال الإمام عليه السلام: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فغلبه.
ثم قال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة، فقال الإمام عليه السلام للطيار: كلمه فيها، فكلمه فغلبه.
ثم قال: أريد أن أكلمك في التوحيد، فنادى الإمام عليه السلام: يا هشام بن سالم كلّمه، فكلمه فغلبه.
ثم قال: أريد أن أتكلم في الإمامة، فقال الإمام عليه السلام لهشام بن الحكم: كلمه، فغلبه أيضاً، فحار الرجل وسكت.
وأخذ الإمام(عليه السلام) يضحك، فقال الشامي له: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ فقال الإمام عليه السلام: هو ذلك».[1]
الرابعة: نلاحظ أن قسما مهما من الأصحاب الذين انتشر عنهم
[1]) الطوسي: رجال الكشي ٢/ ٥٥٨.