نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 214
ولذلك أيضا فإن " أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك
مقرب أو عبد ممتحن".[1]ولأن
الكثير من الناس يعيشون في أدنى درجات الظاهر فلا يصدقون إلا الأمور المحسوسة،
لذلك يعيش أهل علم الباطن في أزمة قد تنتهي أحيانا إلى اتهام هؤلاء العلماء
بالجنون واختلاط الحواس وربما إلى الاتهام
بالزندقة!!.
وإذا كان علم هؤلاء غريبا على عموم الناس فإن طريقة حياتهم أكثر
غرابة، ألم يقل المعصوم " تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من
الجاهل"[2]؟
إن هؤلاء في سبيل أهدافهم- لا مانع لديهم من الخروج على المألوف
والتمرد على الواقع المعاش، لأنهم يعيشون الهدف، و (يؤمنون بالغيب) أنهم في هذا
يشبهون الأنبياء في كونهم أصحاب رسالة هادية للمجتمع وغريبة على المألوف فيه.
[1]) هذا المعنى (أن أمرهم كذلك لا يتحمله إلا خواص المؤمنين) ورد
بعبارات متعددة وعن أكثر من معصوم، فقد ورد بالنص المذكور أعلاه عن أمير المؤمنين
، وشرحه الإمام الباقر عليهما السلام كما نقله القطب الراوندي في الخرائج 2/ 794 ،
وورد كذلك باختلاف بسيط في أصل
جعفر بن محمد الحضرمي من الأصول الستة عشر ص ٦٥. والحديث ينقله جابر الجعفي عن
الإمام الصادق عليه السلام.
[2]) الحراني؛
ابن شعبة: تحف العقول عن آل الرسول (ص) ٤١٤. عن الإمام موسى بن جعفر
الكاظم عليهما السلام.
نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 214