نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 79
طالب
الذي كان بوابة المدينة العلمية النبوية[1]. وقد
صرح النبي المصطفى صلى الله عليه وآله بهذا المعنى في أعلميته على من سواه، وفي
تقدمه على سائر أصحابه بما لا يكاد يخفى على ذي عينين، إلا أن رياح السياسة لم
تجرِ بما تشتهي نفوس المؤمنين، فكان أن أبعد أمير المؤمنين عليه السلام عن موقعٍ
كان الأجدر به. وهذا أبعد قسمًا عظيما من هداياته ومعارفه عن عامة الناس. وكان
يعبر عن ذلك بقوله « لو ثنيت لي الوسادة لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم، وأهل
الإنجيل بإنجيلهم، وأهل الفرقان بفرقانهم، حتّى ينطق كلّ منها ويقول: إنّ عليّا
قضى فيّ بما أنزل اللّه تعالى فيّ "’[2]كما أن
ضعف المستوى العام لعامة الناس من جهة أخرى ساهم في أن يخفى قسم آخر من هذا العلم،
وقد أشار إليه الإمام عليه السلام بقوله " بل اندمجت على مكنون علمٍ لو بحت
به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة".[3]
والطوي البعيدة تعني الآبار العميقة، والأرشية جمع رشاء وهو حبل الدلو
وإذا
كان قسم من هذه الهدايات قد اضطر إليها الخلفاء
[1]) وربما تكون الآية (وأتوا البيوت من أبوابها) ناظرة أيضا إلى هذا
المعنى ولا تنحصر في ذلك المعنى البسيط وهو أنه ينبغي أن تؤتى المساكن والمنازل من
أبوابها وليس من النوافذ مثلا.
[2]) التستري
(الشوشتري)؛ الشيخ محمد تقي: بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة ١/٧٠.