responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 80

فطلبوها منه، ولم يتوانَ الإمام عليه السلام عن تلبية ذلك حفاظًا منه على شريعة النبي المصطفى، من جهة وعلى نفع المسلمين بأحكام الدين الحقيقية، حتى لقد قال القائل مرارًا " لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن " ونظائر هذا الكلام.

إلا أن ذلك لم يكن إلا نزْرا يسيرًا مما كان ينبغي أن تتعرف عليه الأمة.

وأما بعد انقضاء خلافة الأوائل، وثم شهادته عليه السلام، وبدء الدور الأموي فقد تم تعمد إخفاء كل ما يربط الناس بأمير المؤمنين عليه السلام، وإذا كان ذكره بالخير، وتعداد مناقبه موجبا للعقوبة من قبل الدولة، فكيف إذا تم الإعلان عن منهاجه وعلومه؟

لقد بيّن الحاكم الأموي معاوية بن أبي سفيان منهاج الدولة في حواره الشهير[1]مع عبد الله بن عباس، بحيث منع حتى من تفسيره


[1]) الخرسان؛ السيد محمد مهدي: موسوعة عبد الله بن عباس 9/339: "قال معاوية: يا بن عباس إنّي قد بعثت إلى الآفاق أن لا يذكر أحد من الناس شيئاً من فضل عليّ بن أبي طالب.

فقال ابن عباس: أتمنعنا من تلاوة كتاب الله؟ فقال معاوية: كلا.

فقال ابن عباس: أتمنعنا من تأويله؟ قال معاوية: نعم.

فقال ابن عباس: يا للعجب أفنقرأ كتاب الله ثم لا نفقه معناه؟ قل لي يا معاوية: هل العمل بكتاب الله أوجب أم تلاوته؟

فقال معاوية: بل العمل به.

قال: كيف نعمل به إذا جهلنا معناه؟

قال معاوية: سل غيرك ممن لا يذهب في تأويله مذهبكم أهل البيت.

فقال ابن عباس: إنّ القرآن في بيتنا نزل، ونحن العالمون به، أفنسأل آل معاوية وآل أبي سفيان عن معناه؟ أتريد بهذا أن تحول بيننا وبين بيان أحكامه للناس من الحلال والحرام؟

قال معاوية: كلا، لا أفعل ذلك سجيس الليالي، بل أقول اعملوا بمعناه واكتموا ما نزل فيكم منه عن الناس".

نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست