نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 128
ومن المؤلم أن يتم التقصير في حق هذا
النبي الكريم الذي يعطيه ربه العظيم كل مناه ومطالبه، حتى قبل أن يفوه بها، فإذا
به تسوقه الأمور إلى أن يبتغي مرضاة أزواجه،[1]لكي
يحافظ على بناء أسرته! فيحرم على نفسه ما أحل الله له، في القصة المعروفة.
6/ وعلم المسلمين الأدب مع رسول الله:
فأنزل
سورة الحجرات لتتكفل آياتها بتعليم المسلمين منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله
ومقامه الرفيع، فأمرهم بأن لا يتقدموا على الرسول في شيء، وإنما يكونون تابعين له
في أوامره ونواهيه، وكذلك أن لا يرفعوا أصواتهم عنده، أو يجهروا له بالقول كما
يجهر بعضهم لبعض ويعارض أحدهم الآخر فإن نتيجة ذلك أن لا تقبل عباداتهم، وأن تحبط
أعمالهم.[2]
وحذرت السورة المباركة من أن الذين ينادون
النبي صلى الله عليه وآله من وراء الحجرات هم خارجون عن دائرة العقلاء، وكان
الأجدر بهم
[2]) سبب نزولها كما في صحيح البخاري 6/ 137 هو ما جرى
بين أبي بكر وعمر، من النزاع وارتفعت أصواتهما عند رسول الله صلى الله عليه وآله،
فقد روى بسنده أنه «قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه
وآله، فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، فقال
أبو بكر: ما أردتَ إلى - أو: إلا - خلافي، فقال عمر: ما أردتُ خلافك، فتماريا حتى
ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ } حتى انقضت
الآية.»
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 128