responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 133

الناس عنه، وحجب دعوته عنهم، فكان مما اتهموه به الجنون الذي برأه الله منه فقال (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)[1]وتعقبها بهذه الآية وكأنها دليل على تلك التبرئة فقد قال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ويريد بقوله هذا: ومن كان على خلق عظيم فلا يعقل أن يكون مجنونًا.

غير أن هذه الآية أصبحت أم الباب في أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وشخصيته، وذلك لما احتوت عليه من جهات؛ منها: أن وقت نزول هذه الآية كان في أول الدعوة بقرينة أنها تعالج اتهامات قريش والكفار والتي كانت في أول دعوة رسول الله. وفي ذلك الوقت تحدث القرآن عنه بأنه لعلى خلق عظيم، ومعنى ذلك أنه تحلى بتلك الأخلاق العظيمة قبل أن يكون مبعوثا، وهذا ما أشارت إليه روايات عن أهل البيت عليهم السلام[2]وكأنها كانت بمثابة المقدمة التي ترتب عليها نتيجة أن يفوض الله إليه أمر عباده.


[1]) سورة ن: 2 .

[2]) منها ما روي من «إنّ اللّه أدّب محمّدًا صلّى اللّه عليه واله وسلّم فأحسن تأديبه فقال: « خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ » - قال: فلمّا كان ذلك أنزل اللّه عليه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) فلمّا كان ذلك فوّض إليه دينه فقال: (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ - عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ).

وشبيه بها رواية الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: إنّ الله عز وجلّ أدّب نبيّه فأحسن أدبه، فلمّا أكمل له الأدب قال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ثم فوّض إليه أمر الدين والأمّة ليسوس عباده، فقال عز وجل: (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست