responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 134

ومنها ما أشرنا إليه في ما سبق، من عناصر التوكيد اللفظي والمعنوي في الآية المباركة، فمن جهة الألفاظ استعمل الباري سبحانه (إنّ) التي هي للتوكيد، وحتى الخطاب أيضًا فيه شمة التوكيد وكأنه يقول: أنت لا سواك، وربما يكون هذا أبلغ من الإخبار عنه بالغائب، وكذلك فقد استعمل اللام التي جاء سابقة لحرف الجر، وهي للتوكيد أيضا، ونفس استخدام (على خُلُق)، بما يفيد معنى الاستعلاء والتجاوز والفوقية على الخُلُق، وأخيرًا توصيف ذلك الخلُق بالعظيم، فإذا جاء هذا التوصيف من العظيم الذي غيره يكون كل شيء حقيرًا وصغيرًا، دل على عظمة ذلك الخُلُق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله.

وهذه الآية تكشف عن مقدار تأثير أخلاق رسول الله في الدعوة إلى الله، وإقناع الغير بحقانية الإسلام. وفي نفس الوقت تجيب على كثير من الأسئلة الحائرة؛ مثل أنه لماذا لم يقتل النبي المنافقين الذين كانوا في المدينة حوله؟ ولماذا لم يقم بخطوة استباقية في معاقبة من يعلم أنهم سوف يفسدون على المسلمين ديانتهم وشريعتهم في المستقبل ؟ وأمثال ذلك والتي عبر عنها أحيانا بقوله: إنه يكره أن يقال إن محمدا يقتل أصحابه. وهو هنا كان يقدم المنطق الأخلاقي على المنطق السياسي والذرائعي الذي يسمى بالواقعي!

كما أن هذه الآية المباركة تصلح أن تكون مقياسًا صارمًا لبيان

نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست