responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 138

كما يلحظ أن الرسول ليس رحمة للمسلمين فقط وليس للناس وإنما للعالمين (إنسهم وجنّهم)، بل صالحهم وطالحهم، ولعلك تسأل قد عرفنا الصالح وكونه رحمة له فماذا عن الطالح والفاسق، وجوابه: أنه رحمة عظيمة له في مستوى أن لا يعذب بعذاب الاستئصال كما كان في الأمم السابقة، فإن الله سبحانه وتعالى قد تكرم على الناس بأن لا يعذبهم والرسول فيهم فمنع عنهم أنواع العذاب التي كانت شائعة في الأجيال السابقة عليه، من الطوفان العظيم، والريح العقيم، والخسف السحيق، وغيرها. وهذه النعمة إنما كانت لأن رسول الله رحمة للعالمين بمن فيهم هؤلاء العصاة، فلا يحل عليهم هذه الأنواع من العذاب.

ومن جهة أخرى فرحمة النبي تامة في حد ذاتها وشاملة حتى لهذا العاصي والطالح لكن عصيانه وسوء اختياره وفحش قوله وفعله هو الذي يمنع هذه الرحمة من أن تؤثر أثرها، وتفعل فعلها، وهذا شبيه بالشمس التي تشرق على البَر والفاجر وفيها قابلية نفع الجميع لكن الفاجر مثلا لو غطى عينه عن نورها فما ذنب الشمس هنا لو اصطدم بالجدار أو وقع في الحفرة؟

وقد يؤكد هذا المعنى ما نقل في أحواله صلى الله عليه وآله، من رحمته حتى بالكافرين ـ ولو لجهات أخر ـ أن قومه الذين حاربوه «وجهدوا

نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست