نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 139
على
قتله أنّه لم يدع عليهم، فهبط عليه جبرئيل وقال له: «
إنّ اللّه تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أمر ملك الجبال تأمره
بما شئت فيهم، وهبط عليه ملك الجبال وعرفه امتثالا لأمره، فقال صلّى اللّه عليه
وآله: « أرجو أن يخرج اللّه من أصلابهم من يعبد اللّه تعالى، ولا يشرك به شيئًا»[1]وروي عنه في موضع آخر وقد طلب
منه بعض أصحابه أن يدعو على الكافرين بعذاب كما صنع نوح عليه السلام حين قال (لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا)[2]
فقال: «إني لم أبعث لعّانًا، وإنما بعثت رحمة».[3]
بالطبع
الفارق كبير بين كونه رحمة للصالح المؤمن وكونه كذلك للطالح والكافر، فإن رحمته بالمؤمن
شاملة عامة في حياته الدنيوية والدينية والأخروية، بينما هي لذاك هي في حدود
كفايته عذاب الاستئصال الدنيوي، وتوفير إمكان النجاة من العذاب الأخروي لو اختار الكافر
هذا الطريق. ويمكن
القول أن من بركات وجوده أنعم الله على البشر بالنعم، فكانت النعم عامة على الخلق
بمن فيهم العاصون. وهو مفاد أحاديث كثيرة من أن الله سبحانه لولا محمد وآله لما
خلق الخلق.
[1]) القرشي؛ الشيخ باقر شريف أخلاق النبي وأهل بيته ص ٢٥.