بل يمكن القول: إن ما تقدم ذكره من المهمات التي قام بها صلى الله عليه وآله من التبشير والإنذار والتعليم والتزكية هو كل من آثار رحمته بالعالمين ومن نتائجها.

ومن رحمته أيضًا شفاعته للخاطئين من أمته، وقد اشتهر بين المسلمين حديثه «ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» وفي نص آخر«أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» بل وصفه المجلسي الأول بأنه مستفيض.[1]

بل تلمس في شريعته وأحكامه ـ وهي شريعة ربه ـ الرحمة واليسر وهذا مبحث طويل.

13/ علاقة النبي بربه وبمن أرسل لهم

في هذا العنوان سوف نجد آيات كثيرة تربط بين النبي وبين خالقه برباط يجعل ما يرتبط بالرسول مرتبطًا بالله تعالى، ولولا أن الله قال في كتابه ذلك، لعُدَّ هذا من الغلو.

فالرزق والغنى: من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق الذي يغني عباده وهو التوحيد الخالص، لكن الله سبحانه في

[1]) المجلسي؛ محمد تقي: روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ٢/٧٠٣. وذكره بدون أعددت أو ادخرت في مسند أحمد20/ 439، والترمذي في السنن والحاكم في المستدرك وغيرهم.