ورابعًا: نتساءل ما هو السر الذي يجعل النبي لا يعرف القراءة والكتابة من بداية عمره إلى نهاية عمره الشريف، ويعجز أن يمتلك هذه القدرة خلال 63 سنة؟ وهو الذي أمر زيد بن ثابت أن يتعلم السريانية وهي لغة اجنبية بالنسبة للعرب، فأتقنها زيد في أسبوعين (نصف شهر) ورسول الله الذي ما خلق الله خلقا أكمل منه يبقى مع هذا النقص! إذ لا ريب أن الأمية وعدم امتلاك القدرة على القراءة والكتابة (من حيث هي) تعد نقصًا، وأن من يمتلكها هو أكثر كمالًا ممن يفتقدها! فما هو السر الذي يجعل النبي لا يتمكن من قدرة القراءة والكتابة ولا يستطيعها إلى آخر عمره؟ لا نفهم لذلك معنى واضحًا! وأما حكاية تطرق التهمة لرسالته وارتياب المبطلين فيكفي فيه أن لا يمارس تلك من أول عمره ولا يعرف عنه أنه كان يتلو الكتب!

وخامسا: وهذا الجواب خاص بالمؤمنين بمدرسة أهل البيت فإن الروايات الكثيرة التي تصرح بأنه لم يكن أميًّا بمعنى عدم القراءة والكتابة، تنفي موضوع الأمية تمامًا، فمن جهة يُتعجب في الروايات من هذا القول، مع ملاحظة أن النبي هو معلم البشر! (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)، وتصدم بعض الناظر