وتمناها لنفسه! وأن الله عاتبه في ذلك، هذا التفسير الخاطئ يستقي من نفس الماء الآسن الذي يؤكد على خطايا الأنبياء والرسل، ويعارضه أئمة أهل البيت وشيعتهم.

9/ جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار؛ وقد تزوجها الرسول اللَّه صلى الله عليه وآله بعد زينب بنت جحش، وكانت مما سبي في معركة بني المصطلق سنة 5 هـ، فصارت في سهم أحد المسلمين، فكاتبته[1]على نفسها، فأتت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله تستعينه في كتابتها، وقالت: يا رسول الله أنا جويرية ابنة الحارث، سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أو خيرٌ من ذلك، أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك؟ فقالت: نعم، ففعل رسول الله صلى الله عليه وآله، فبلغ الناس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله تزوجها، فقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على أهل بيت منها.[2]

[1]) معنى الكتابة في الفقه الإسلامي: عقد يُنشأ بين السيد المالك وبين العبد (أو الأمة) يشتري فيه العبد أو الأمة حريته في مقابل أداء عمل أو دفع مال معين، فإذا أتمه ووفاه أصبح حرًّا.

[2]) ابن إسحاق: السير والمغازي ص263.