سودة بنت زمعة وهي التي تجاوزت الخمسين كما قيل؟ ولماذا ترك الباكرات ـ باستثناء امرأة واحدة ـ ليتزوج في الثيبات اللاتي كان بعضهن لا تزال أولادها في حجرها؟

إن قسمًا من زيجاته صلى الله عليه وآله، كانت أشبه بالكفالة المالية والاجتماعية لبعض تلك النساء، كتلك التي مات عنها زوجها متنصرًا في الحبشة، أو هذه التي أصبحت بلا والٍ يرعاها على أثر هزيمة قومها واخراجهم من المدينة، وأكثر هؤلاء النساء كن أرامل. بالإضافة إلى ما تقتضيه قوانين تلك الأزمنة من التحالفات القائمة على أساس المصاهرة بالنسبة للبعض الآخر. وشاهد ذلك أننا رأينا أكثر هذه الزيجات قد حصلت في فترة المدينة وبدءًا من السنة الثانية للهجرة، وخلال ثمان سنوات تقريبا وهي أواخر عمر النبي صلى الله عليه وآله!

النقطة الرابعة: إنه لا بد من التفريق بين العناوين التي تترتب عليها آثار، والأخرى التي لا تترتب عليه تلك الآثار فمثلا عنوان أهل البيت، يترتب عليه آثار كثيرة في المجال الشرعي، إذ أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتمسك به مع القرآن، لكن عنوان الصحابة مثلا لم يترتب عليه أثر شرعي من هذا القبيل. وهكذا الحال في عنوان زوجات رسول الله. فـ (الزموا أهل بيت نبيكم فإنهم لن يخرجوكم