نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 226
3/ وتلك «العبادة» لم تكن منفصلة عن
باقي مناحي حياته صلى الله عليه وآله، بل كانت تكملها وتتكامل معها، فقد يكون من
السهل على بعض العباد أن ينذروا حياتهم للقيام بأشكال العبادات ومظاهرها، وقد حصل
ذلك كثيرا، لكن المهم والمطلوب هو أن تتكامل هذه مع سائر أنحاء الحياة، فلو فرضنا
أن العبادات قلب الجسم فلا بد أن يكون لهذا الجسم يدان ورجلان ورأس.. الخ حتى يؤدي
مهمته كاملة. وإلا يبقى القلب مهما كان قويًّا لا يستطيع القيام بسائر مهام الجسم.
ولذلك فقد أنكر رسول الله صلى الله عليه
وآله على بعض المسلمين عندما تركوا حياتهم الزوجية، ومعاشهم الاقتصادي وجهادهم
الديني وتفرغوا للقيام بالعبادة ـ بهذا المعنى الضيق ـ «فقد جاء ثلاثة رهط إلى
بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وآله، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وآله،
فلما أخبروا كأنهم تقالوها،[1]فقالوا:
وأين نحن من النبي صلى الله عليه وآله؟! قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال
أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال
آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم،
فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله إني لأخشاكم لله