نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 228
4/ / وكما حقق النبي «العبودية» في أعلى درجاتها
كما سبق، فقد حقق «العبادة» في أكمل صورها.
لم يكن صلى الله عليه وآله يصلي فقط! بل كان
يرتاح إلى الصلاة ويرتاح بها! فإذا حزبه أمر صلى! ولا غرابة في ذلك فقد كانت
الصلاة قرة عينه! و«كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله إذا كان ليلة ريح شديدة،
كان مفزعه إلى المسجد، حتّى تسكن الريح، وإذا حدث في السماء حدث من خسوف شمس أو
قمر، كان مفزعه إلى الصلاة حتّى ينجلي ».[1]
كان يحنّ إلى الصلاة، ويتحيّنها، فلا يهدأ
له بال، ولا يقرّ له قرار، حتى يقبل عليها، وكان يقول أحيانا لمؤذّنه بلال: « يا بلال! أقم الصلاة، أرحنا بها».[2]
وقد عُرف الإمام زين العابدين علي بن الحسين
عليه السلام بين المسلمين بعبادته، ومع ذلك فهو لا يرى عبادته شيئًا بالقياس إلى
عبادة جده أمير المؤمنين عليه السلام، ولما سئل عن عبادة أمير المؤمنين قال هي
كذلك لا شيء بالقياس إلى عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله. ومن خلال ذلك تعرف عزيزي
القارئ كيف كانت عبادة رسول الله.