وارتضعت من بني زهرة»[1]فالارتضاع حصل في بني زهرة يعني بواسطة أمه آمنة بنت وهب وهي زهرية، ونشأته كانت في بني سعد.

وفي المقابل فإن القائلين بارتضاعه ـ في الجملة ـ سواء كان من أوائل ولادته أو بعد مدّة، يمكن لهم أن يناقشوا الحجج السابقة بما يلي:

أولاً: بأن إدخال الموضوع العقائدي في البحث التاريخي في التأييد أو النفي ليس صحيحًا بحسب المنهج العلمي، ذلك أن الموضوع العقائدي هو نفسه متحرك، وقد يختلف فيه أصحاب المدرسة الواحدة، فلو قال أحد: هل يوجد دليل قطعي على امتناع ارتضاع المعصوم من غير المسلمة! فماذا سيكون الجواب؟ أقصى ما سيكون الجواب هو محاولة استدلال أخرى قد تُقبل وقد لا تُقبل! فليس هذا من الضروريات عند الإمامية وإن كان مشهورًا.

وكذلك حال النقاش في «كفر» حليمة السعدية! فما هو

[1]) العاملي؛ زين الدين: الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ٥/١٦٥ قال: (ويستحب في) الاسترضاع (اختيار) المرضعة (العاقلة المسلمة العفيفة الوضيئة) الحسنة (للرضاع)، لأن الرضاع مؤثر في الطباع، والأخلاق، والصورة، قال النبي صلى الله عليه وآله: «أنا أفصح العرب بَيْد أني من قريش، ونشأت في بني سعد وارتضعت من بني زهرة ».