نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 291
لقد
أعطاهم الباري سبحانه وتعالى الرتبة الأولى ـ متقدمين على المشركين ـ في عداوة
المؤمنين! فقال (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).[1]
د/
بالرغم من كل ذلك فقد عاملهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالحسنى، واحترم وجودهم،
وعقد معهم اتفاقية مصالحة وتعاون عرفت باسم وثيقة المدينة. ولكنهم لم يكونوا أهل وفاء بالميثاق.
فاستمرت مؤامراتهم واتخذت أبعادا أكثر خطورة فلم تبق في دائرة إثارة الشبهات أو
الاعتداء على امرأة مسلمة لكشف بدنها وإن كانت هذه خطرة أيضا. بل صمموا على اغتيال
الرسول وقتله، كما حصل عند ذهابه لبني النضير، وكانت تلك هي البداية ليرتقوا ـ ولا
رقي في ذلك ـ إلى التآمر الصريح على المسلمين بتحريض المشركين لكي يهاجموا
المسلمين بعد معركة بدر، وأكثر منه عندما تحالفوا معهم في معركة الأحزاب (الخندق)
وقد تقدم ذكر ذلك في الفصل الأول من حروب النبي!
[1]) بل حتى في السباب والفحش كانوا سابقين لكفار قريش كما تشير الآية
(وَلَتَسْمَعُنَّ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا
أَذًى كَثِيرًا)
وكان زعيمهم ابن الأشرف عندما يُسأل ماذا تجدون في محمد عندكم ؟ يقول: عداوته ما
حيينا! مغازي
الواقدي1/ 184.
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 291