نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 292
إنها
خيانات متتابعة ومتصاعدة، بالرغم من إحسان النبي والمسلمين جوارهم، ووفاء النبي
والمسلمين بميثاقهم وعهدهم! فكان أمر الله عزوجل بإخراجهم من المدينة، بشكل تام ليذهبوا
إلى جهة الشام وأطرافها (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ
صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ
وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (^) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرًا).[1]
وأما
موضوع يهود بني قريظة فحاصله:
أن النبي صلى الله عليه وآله واجه جموع قريش التي جاءت لغزوة الأحزاب، وفي نفس هذا
الوقت نقض بنو قريظة العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله وأصبحت كلمتهم ومن بقي
من بني النضير مع قريش ضد رسول الله والمسلمين، وجاء حيي بن أخطب (زعيم بني
النضير) وأقنع كعب بن أسد (زعيم قريظة) بنقض العهد مع الرسول فهذه فرصتهم ما دام
يواجه قريشا بكاملها وغطفان والأعراب من الخارج فليكونوا هم من الداخل ويقضوا على
الرسول والمسلمين. وحاول الرسول إرجاعهم إلى العهد والميثاق وأرسل إليهم من زعماء
الأنصار ممن كان من حلفائهم السابقين، ولكن من دون جدوى.