نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 32
وبموت والده صلى الله عليه وآله فقد كفله
جده عبد المطلب، ولأسباب مختلفة[1]فقد
أرسله ليرتضع في بني سعد على يد حليمة السعدية.[2]وقد ذكر
المؤلفون في السيرة من آثار بركاته في محيط بني سعد وما حوله، ما لا يستغربه من
يعرف منازله ومقاماته.
لكن بعضها لا يصح مثل حادثة شق الصدر التي
ذكرتها مصادر مدرسة الخلفاء[3]ونعتقد
بعدم صحتها، بل نشك في أن أيدي أهل الكتاب كانت وراء «تأليف» هذه الحادثة، وأنها
على طريقة مدح الظاهر وذم الباطن.
[1]) البعض يرى أن من الأسباب هو حفظه صلى الله عليه وآله عن مؤامرات
اليهود الذين حاولوا التخلص منه، والأكثر على أن ذلك لما كان عند القرشيين من عادة
إرسالهم أولادهم إلى البادية لتشتد فيها أبدانهم بصحة لا توجد في مكة، ولتستقيم
فيها لغتهم وتصفو عن الاختلاط والضعف، (وبالطبع فإن هذا الثاني لا ينطبق على
الرسول صلى الله عليه وآله فإنه أديب ربه).
[2]) قد تحدثنا بشكل مفصل عن ذلك في كتابنا أعلام الأسرة النبوية عن
حليمة السعدية وارتضاع النبي منها، والإشكالات التي قيلت وردها وتجد ذلك كله
مبسوطا في ذلك الكتاب. وسيأتي في باب الأسئلة في هذا الكتاب مزيد تحقيق إن شاء
الله.
[3]) النيشابوري؛ مسلم: صحيح مسلم 1/ 147 «أن
رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه، فشق عن
قلبه، فاستخرجه، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من
ذهب بماء زمزم، ثم أعاده إلى مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – مرضعته -
ينادون: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو ممتقع اللون».. وبالرغم من
وصول بعضهم إلى الإشكال الموجود فيها إلا أنه تورط بما قيد به ـ وأمثاله ـ نفسه من
اعتبار ما جاء في الصحاح كأنها آيات لا يأتيها الباطل، فهذا البوطي يقول في كتابه
فقه السيرة النبوية «لو كان الشر
منبعه غدة في الجسم أو علقة في بعض أنحائه، لأمكن أن يصبح الشرير خيرا بعملية
جراحية»!
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 32